كان المصري القديم يؤمن أن ساعة الموت لا تعني الفناء، بل تعني الوقوف في محكمة أوزيريس، سيد الأبدية.
هناك حيث يدخل المتوفى إلى قاعة الحق، تحيط به آلهة ماعت، ويُقاد قلبه ليُوزن أمام الريشة المقدسة. وفي هذه اللحظة يتكلم الميت في اعترافاته السلبية قائلًا: لم أسرق، لم أقتل، لم أفسد، لم أنطق بالكذب… إنها لحظة تقرير المصير، إما أن يُفتح له طريق النعيم في حقول الآيارو، وإما أن يسقط فريسة للوحش عمعموت، فتُمحى ذكراه إلى الأبد."
محكمة الموتى حيث كان المصري القديم يعتقد انه بعد وفاته يقوم برحله مليئه بالصعوبات والأخطار حتى يصل إلى هدفه هو البعث من جديد ومن هذه الصعوبات كان يتعرض الى محاكمة يكون القاضي فيها أوزير وقبل أن يصل إلى المحكمة كان يجتاز بوابات كل بوابة يقف أمامها يلقي عندها تعاويذ ويجيب عن بعض الأسئلة التي توجه إليه من قبل أرباب العالم السفلي عند لقائهم وكانت تلك التعاويذ والأدعية تكتب على بعض البرديات ويزود بها المتوفي لتعيينه وترشده خلال رحلته الى العالم الآخر.
ومن أهم المراحل التي يجب على المتوفي اجتيازها هي أن يقف أمام قاعة المحكمة حيث يقف المتوفي أمام بعض الأرباب ومنهم:
الاله "أنوبيس" رب الجبانة والتحنيط الذي كان يصور على هيئة حيوان ابن آوي، أو بهيئة آدمية وبراس ابن آوي، والاله "تحوت " رب الحكمة والعدالة والذي كان يصور على هيئة القرد وكان دوره يتمثل في تقديم المتوفي إلى "أوزير" رب الموتى وحاكم العالم السفلي.
وخلال هذه المحاكمة كان قلب المتوفي الذي اعتبره بمثابه مركز الإداره والأحاسيس والانفعال يوضع على كافة الميزان لكي يوزن في مقابل ريشة ماعت التي كانت توضع في الكفة الأخري للميزان وكانت الربة "ماعت " هي ربة الحق والعداله في مصر القديمة وكان على المتوفي أن يذكر أنه لم يكن بأي عمل فيه ضرر.
وتظهر لنا "بردية حونيفر" من الأسرة التاسعة عشر مراحل حكم الموتى من الوصول إلى الميزان وحتى الترحيب بالميت في عالم ما بعد الموت في حال اجتيازه الاختبار.
المرجع:
- موسعه مصر القديمة (الجزء السادس)، لدكتور/ سليم حسن.
- 100حقيقة مثيرة في حياة الفراعنة، لدكتور/ زاهي حواس
بقلم/ نجاة عبد المحسن
#فريق_كنوز_أثرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق