google.com, pub-7158115325739442, DIRECT, f08c47fec0942fa0 بين العقيدة والأخلاق | مكسب التفكير اونلاين

Ads 468x60px

الخميس، 5 سبتمبر 2013

بين العقيدة والأخلاق

الإسلام ومكارم الأخلاق

مما سبق عرفنا أن الأخلاق منها ما هو حسن، ومنها ما هو قبيح والميزان في ذلك هو الشرع، فالحسن ما حسنه الشرع، والقبيح ما قبحه الشرع. أما العقل فهو تابع للشرع في ذلك. وهذا هو رأي أهل السنة والجماعة وهو الحق الذي لا يقبل غيره. وللأخلاق الحسنة في الإسلام مكانة عالية، ودرجة رفيعة، وأهمية كبيرة حتى جاء في
الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والحاكم والبيهقي قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". والحصر بـ "إنما" يفيد أن معنى الحديث: ما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق. وقد أثنى الله على نبيه صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق فقال له: {وإنك لعلى خلق عظيم} [القلم: 04]. واقرأ هذه الآية التي جمعت مكارم الأخلاق بشهادة الكفار أنفسهم: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} [النحل: 90]. واقرأ الوصايا العشر في آخر سورة "الأنعام" ابتداء من قوله تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم....} إلى {تتقون} [الآيات من 151-153]. واقرأ الوصايا الخمس عشرة من سورة "الإسراء" ابتداء من الآية (22 إلى آخر 39) وغيرها وغيرها، فإنك لن تجد أمراً من أوامر الله ولا نهياً من نواهيه إلا وهو خلق يطلب منك أن تتصف به لحسنه، أو يطلب منك الابتعاد عنه والتطهر منه لقبحه، حتى العبادات والعقائد التي هي الأصول في التكوين والتشريع، إنها في نفس الوقت أصول في الأخلاق الكريمة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان فيما بينه وبين الله أولاً، ثم فيما بينه وبين الناس ثانياً.

والمتتبع لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سواء في الحض على مكارم الأخلاق أو في تفضيل وتبيين هذه الأخلاق وشمولها لجميع الجوانب والعلاقات الإنسانية يجد ما يبهر العقول، ويعجز الفكر البشري عن استيعابه واستيعاب أسراره وآثاره، ولذلك حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على حض أمته على حسن الخلق وإظهار ثوابه وجزائه في الدنيا والآخرة. من ذلك ما روي: عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك (أي أثر فيه) وكرهت أن يطلع عليه الناس"[1].

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسنٍ، وإن الله يبغض الفاحش البذيء". [2]

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن"[3].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لأهله"[4].

وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحبكم إليّ وأقربكم مني في الآخرة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم منّي في الآخرة أسوأكم أخلاقاً الثرثارون المتفيهقون المتشدقون"[5].

الثرثارون: هم كثيرو الكلام تكلفاً.

المتفيهقون: هم الذين يتوسعون في الكلام إظهاراً للفصاحة واستعلاء على غيرهم.

المتشدقون: هم المتكلمون بملء أشداقهم تفاصحاً وتعظيماً لكلامهم.

[1] رواه مسلم والترمذي.

[2] رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

[3] رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.

[4] رواه أبو داود والترمذي واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح.

[5] رواه أحمد، ورواته رواة الصحيح.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الزائرون

Flag Counter