كل إنسان في بدية حياته إذا كان يدرك ما يدور حوله يفكر ويحلم بالغد
المشرق وبالمستقبل منذ سنوات الدراسة الأولى وهو في شوق ولهفة وربما لا
يحس بمتعة تلك الأيام من شدة ما يشعر أنها سنوات يجب أن تنقضي بسرعة ليتمكن
من الحصول على الشهادة وتحقيق آماله وطموحاته ومن ثم الاستقرار الوظيفي،
ونعتقد أن هذه آخر طموحاتنا الحصول على فرصة عمل.. وهذا فهم خاطئ الطموح هي أول شيء قد يتحطم أمام نظر الكثير منا عندما
يجد نفسه بعد التخرج بلا وظيفة أو يعاني أشد المعاناة حتى يجد أي عمل يسد
به رمق عيشه ومن ثم يعتقد الواحد منا أنه استقر ويعتقد أن الوظيفة هي
الدوام من الساعة الثامنة إلى الثانية والنصف في القطاع الحكومي وغيره في
القطاع الخاص وبعدها تنقطع صلته بعمله وكل يوم هكذا حتى يأتي آخر الشهر
ليقبض راتبه وهلم جرا، إلى أن يمضي عمره ويحال إلى التقاعد .
وأحيانا يشعر البعض أن الوظيفة كالطوق يلتف حول عنقه ويتذمر من العمل
ويرى أنه يثقل كاهله فيطلب التقاعد المبكر ليرتاح وهو لا يزال نشيطا ولم
يبلغ سن الستين
لا بد أن يقف الواحد منا مع نفسه ويرى مع مرور الوقت والسنوات على
تعيينه في هذه الوظيفة وينظر ماذا حصّل ؟من مهارات واكتساب خبرات وكم دوره
اجتازها لتنمية مهاراته وهل قام بتطوير نفسه وابتكر شيئا مفيدا لعمله كي
يكون عنصرا منتجا؟ أو هل تقلد أي منصب يميزه عن غيره؟
فالإنسان الطموح هو من يفكر بتطوير نفسه ويضع أمامه أهدافا معينة ويفكر
كيف يحقق هذه الأهداف ويستخدم طرقا عدة يجتهد ويبذل الحلول لتحقيقها.
للأسف أن الكثير منا لو جلس مع نفسه وخصوصا من لهم سنوات في الخدمة
الوظيفية سيجد نفسه بعد كل هذه السنين لم يتقدم ولم يطور نفسه وحصل على
منصبه بالخدمة ومرور السنين حتى أنك أحيانا تجد مدير قسم له 15 عاما في
الوظيفة ويترأس العديد من الموظفين ووصل المراتب العليا ولا يعرف تشغيل
الكمبيوتر أو يتحدث كلمة واحدة باللغة الإنجليزية وأصغر موظفيه أفهم منه
بهذه الأمور.
وربما البعض يقول عمله لم يبعثه في دورة لتعلم الحاسب الآلي وغيره معولا
هذا التقصير بعمله، و نقول له هذا ليس مبررا لأنه بإمكان أي واحد منا أن
يطور نفسه خارج فترة عمله ولو لساعة باليوم لمدة معينة، خصوصا أن المعاهد
الخاصة متوافرة في كل مكان وبأسعار مناسبة وحتى لو خسرت القليل من المال
فإنك كسبت تطوير نفسك والفائدة في الأخير لكي أنت وحدك وهذه تعتبر مهارات
وخبرات اكتسبتها بذاتك وسوف تشعر أنك طورت نفسك وتعطيك حافزا لتنمي مواهبك
وتزيد من طموحك الوظيفي مع هذا الطموح لا بد أن يكون لك مبدأ إيجابي في
حياتك, وتعرف ما هو المبدأ وماذا يعني لك؟
المبدأ هو الطريق أو النهج الذي تنتهجه في سيرك وتنقلك بين محطات حياتك
المختلفة وأحيانا يكون كالخطوط الحمراء التي يقف عندها أي تنازلات طمعا في
تحقيق هدف ما
المبدأ هو تقبلك لأشياء معينه أو عدم تقبلك لها انطلاقا من قناعات قد
تكون عقدية أو إنسانية والمبدأ قد يكون متغيرا عند أناس يحملون نفس الهدف
فيقوم المبدأ بتحديد كثير من النقاط التي يجب الابتعاد عنها في طريقك إلى
الهدف وقد يؤثر هذا المبدأ في عامل الوقت وعامل الكم والكيف.
قد تكون إنسانا طموحا ومجتهدا جدا وهدفك أن تصل إلى أعلى الرتب الوظيفية
وقد تضحي بأشياء كثيرة في سبيل هذا الهدف ويكون زميلك يحمل نفس الكم من
النشاط والاجتهاد والطموح وبلا شك يحمل نفس الهدف فكلاكما يرغب بالوصول إلى
أعلى القمة في الهرم الوظيفي ولكن تكون أنت ذا مبدأ وهو إنك في طريقك إلى
هدفك لن تدوس على الآخرين ولن تتسبب في ضرر زميل أو إنسان آخر من أجل
الوصول سريعا إلى هدفك وهذا المبدأ إيجابي وعكس ذلك المبدأ السلبي السيئ.
كذلك المبدأ الإيجابي يجعل للحياة طعما آخر فالإنسان عندما يكون صاحب
مبدأ معين ويكون ذا قناعة راسخة بأنه لن يتنازل عن هذا المبدأ مهما كان فهو
أولا سوف يشعر بقيمة نفسه ويشعر أنه إنسان يتمتع باحترامه للذات
والإنسانية وهذا يقود للثقة بالنفس وبالتالي اكتساب الاحترام على جميع
الأصعدة.
الخلاصة : ما أردت قوله إنه يجب على كل واحد منا أن يسعى جاهدا لتطوير
نفسه وينمي مهاراته في عمله أو وظيفته مع تطور الزمن وان يجعل أمامه طموحات
ويضع له أهدافا ويسعى لتحقيقها وأن يكتسب المهارات بنفسه ويستفيد ممن هم
أكثر منه خبرة حتى وإن كانوا اقل منه تعليما وأدنى شهادة, فالخبرة العملية
لها أهمية قصوى في العمل. فيأخذ خبراتهم ويوظفها لصالحه ويطورها بما يتواكب
مع التطور في وقتنا الحاضر من التطور التكنولوجي ويطور نفسه بنفسه ويزيد
من سعة اطلاعه بقراءة القوانين واللوائح والأنظمة المتعلقة بعمله وقراءة
الكتب المؤلفة في مجال اختصاصه ليستفيد أكثر ويتقن عمله إنما يحز في نفسي
أن تمر بنا الأيام والسنين وتمضي أمام أعيننا ونحن في نفس المكان وعلى نفس
الحال وننتظر الإحالة للتقاعد وكأننا ربطنا مستقبلنا بالوظيفة فقط ولا نفكر
أن نستمر في العطاء حتى بعد سن التقاعد في أعمالنا الخاصة وقد فعلها
الكثير ممن طوروا أنفسهم واستمروا حتى بعد تقاعدهم في العطاء والإنتاج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق