Pages

الأحد، 3 نوفمبر 2013

هل يكون المثقف ديكتاتوراً ؟!!

الانظمة الدكتاتورية والمعارضة
الدكتاتورية والدمقراطية

عندما تدرج موضوعاً، فلا تتوقع من جميع أعضاء المنتديات أن يكونوا على قلب رجل واحدٍ، ولا تتوقع أن تكون ردودهم مليئة بالتبجيل والتوقير والتهليل والتحميد لما طرحته من أفكار، واجتهادات. إن كنت كذلك فأنتمصاب بوهم الكمال الذي لا يكون إلا لله وحده. فالناس متفاوتون: في استيعابهم، وفي أفهامهم، وفي زوايا الرؤية، وفي النوايا، والمقاصد... والله تعالى يقول: "ولا يزالون مختلفين".
تأمّل أنك عندما تقمع من يخالفك الرأي، ويناقشك فيما ذهبت إليه، فإنك بذلك:
* تثبت أنك مشروع ديكتاتور، مهما حاولت أن تدعي أنك مع الحوار، وتعدد الآراء، ومهما حزت من ألقاب الفخامة والسعادة، وناداك تأدباً أو تخوفاً بعض المنتدين بألقاب أكاديمية، ربما لم تستحقها عن جدارة.

* تحرم نفسك من آراء تنظر للفكرة من زوايا أخرى غير الزاوية التي حشرت نفسك فيها، فما عدت ترى غير ما رأيت بمنطق فرعون الهالك عندما خاطب العامة بقوله: "وما أريكم إلا ما أرى".

* وتحرم -بذلك- فكرتك من المراجعة، والنقد، وبالنتيجة من تحسينها وتطويرها.

إياك ثم إياك أن تهزأ بفكرة ناقدة، أو رأي مخالف، بدعوى أن صاحبها أصغر منك سنًاً، فإنما المرء بأصغريه؛ قلبه ولسانه.

وإياك ثم إياك أن تظن أنك تمتلك ناصية الكلمة، فإن غيرك يفريها فرياً يفوق فريك... "وفوق كل ذي علم عليم".
وإياك أن تتطاول على عباد الله تعالى، فإن لك عورات لو ظهرت أو أظهرها الله تعالى لتواريت عن الأنظار، بلا رجعة.
وإياك ثم إياك أن ترفض الفكرة لأن قائلها من العامة أو من المغمورين، برغم صوابها وجودتها، وفي مقابل ذلك تتلقف الفكرة بالمديح والثناء لأن قائلها صاحب السعادة والفخامة، برغم هزالها وهشاشتها.

كن مع الحق حيث دار، ولا تروغ كما يروغ الثعلب، لحاجة في نفسك، لا تمت إلى المنهجية بصلة.

ولكل مثقف عاشق للحرية تحية.
هذه المقالة نشرت  في : هل يكون المثقف ديكتاتوراً ؟!! كتبت بواسطة أحمد المدهون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق