Pages

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

قوة التفكير السلبي والإجابي الجزء الخامس

وفي رحلتنا إلى قوة التفكير سننتقل إلى المحطة التالية وهي "التفكير السلبي"التفكير السلبي
إذا أردت فعلا أن تكون حكيما يجب أن تعرف أن في داخلك يعيش ألد أعدائك وهي أفكارك السلبية عندما تعرف كيف تتحكم فيها ستجدها تعمل لصالحك تماما مثل الحصان الشارد الذي يستطيع أن يقتلك بخبطة واحدة ولكنك لو علمته يصبح صديقا نافعا, وتذكر أن أفكارك من صنعك أنت لن يستطيع أي إنسان على وجه الأرض أن يغيرها لك, ولكنك أنت الوحيد الذي تستطيع أن تغيرها وتجعلها تخدمك وتساعدك على الاتزان والسعادة..
الحقيقة أن التفكير السلبي أخطر مما يتصور أي إنسان, فهو يجعل الحياة سلسلة من المتاعب والأحاسيس السلبية والسلوكيات السلبية وأيضا النتائج السلبية,, وقد نعتبره مثل عضة الثعبان مؤلمة فعلا ولكنها في حد ذاتها لا تسبب الموت, ولكن الذي يقتل هو السم الذي يجري في العروق والدم تماما مثل الفكرة السلبية فهي في حد ذاتها مجرد كلمات داخلية يستخدمها الإنسان, ولكن ما يجعلها خطرة هو تكرارها وتخزينها حتى تصبح عادة يستخدمها الإنسان في حياته فتسبب له متاعب ليس لها نهاية.
التفكير السلبي يبحث ويفكر في السلبيات التي حدثت في الماضي ويقلق ويخاف من المستقبل, ويعيش الحاضر بأحاسيس سلبية واعتقادات سلبية تجعل حياته سلسلة من التحديات والمشاكل.
الحقيقة أننا جميعا تمر علينا أوقات نقع فيها في مطب التفكير السلبي ونسلك فيها الطرق المظلمة, وهناك بعض الناس يغير من ذلك الوضع ويتوكل على الله عز وجل فيجد له المولى مخرجا, ولكن هناك البعض الذي يستمر بالتفكير في هذه الطريقة فتجده يعيش معظم أيام حياته في تعاسة وصعوبات.


مسببات التفكير السلبي:1/البعد عن الله سبحانه وتعالى:الحياة المادية التي نعيش فيها والمنافسة القوية التي نراها حولنا والتغيير السريع جعل معظم الناس يضيع مع التحديات ويبعد عن الله سبحانه وتعالى سواء كان يدرك ذلك أم لا..هل تعرف أحدا حياته عبارة عن سلسلة من المشاكل والمتاعب والصعوبات , وكلما خرج من مشكلة دخل في مشكلة أخرى؟ إذا كانت إجابتك نعم, هل تعرف ماهو السبب الأساسي في ذلك؟ هو بعده عن الله سبحانه وتعالى. وقد قال الله سبحانه وتعالى:"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى"2/البرمجة السابقة:هل سمعت أن شخصا أراد أن يسوق سيارته فعمل كل شيء كما هو المعتاد ولكن السيارة استمرت في عدم الحركة ,ثم وجد أن فرامل اليد كانت مشدودة؟؟
إن البرمجة السابقة السلبية تعتبر مثل فرامل اليد فكلما حاولت أن تتحرك إلى الأمام تشدك بقوة إلى الخلف أو تجعلك تقف في نفس مكانك لا تستطيع الحركة,, فلو كانت برمجتنا في السنوات السبع الأولى من حياتنا سلبية فهي تؤثر بشدة على حياتنا في كافة النواحي, فمثلا من الأشياء التي قد يكون الإنسان قد تبرمج عليها هي عدم محاولة فعل أي تغيير لأن ذلك قد يؤدي إلى الفشل فنجده يتفادى أي تغيير حتى لا يواجه الفشل..والبرمجة السابقة هي من أقوى أسباب التفكير السلبي..

3/عدم وجود أهداف محددة:ويوجد هناك خمسة أنواع من الناس:
النوع الأول:أشخاص لا يعرفون مايريدون:هذا النوع من الناس يعيش حياته مثل ورقة شجر يأخذها الريح أينما شاء, فهم لا يعرفون مايريدون من الحياة, فتجدهم دائمي الشكوى من أن الحياة صعبة جدا, وتجد هذا النوع من الناس لا يفعل أي شيء لكي يتقدم في حياته فهو لا يقرأ ولا ينمي خبراته ومهاراته ولا يفعل أي شيء إيجابي لكي يحافظ على صحته, ولغته الأساسية هي الشكوى الدائمة.

النوع الثاني:أشخاص يعرفون مايريدون ولكنهم لا يفعلون أي شيء للحصول عليه:هذا النوع من الناس عنده علم تام بأهدافه وما يريد بالتحديد ولكنه لا يأخذ أي خطوة إيجابية لكي يحقق هدفه وتجد هذا النوع يعاني نفسيا أكثر من النوع الأول لأن النوع الأول لا يعرف أي شيء عن الأهداف, ولكن النوع الثاني عنده المعرفة ولكنه لا يفعل أي شيء لكي يحققها فتجده يقارن بينه وبين الآخرين ولغته الأساسية هي النقد واللوم.
النوع الثالث:أشخاص يعرفون مايريدون وعندهم أهداف محددة ولكنهم لا يعتقدون في قدراتهم:
هذا النوع من الناس يعرف تماما ما يريد ومتى يريده وكيف يستطيع أن يحققه ولكنه لا يعتقد أنه يستطيع أن يحققه فتقديره الذاتي ضعيف وصورته الذاتية ضعيفة وثقته في نفسه تكاد تكون معدومة ويخاف من الفشل والسخرية, هذا النوع يعاني أكثر من النوعين الأولين وذلك لأن عنده علما ومعرفة أكثر ولكنه لا يجد الشجاعة في نفسه لكي يأخذ الخطوات الإيجابية لكي يحقق أهدافه,ولغته سلبية مملوءة بالحقد على الناجحين والشكوى من حالته النفسية.

النوع الرابع:أشخاص يعرفون بالتحديد مايريدون ولكنهم يتأثرون سلبيا من العالم الخارجي:
هذا النوع من الناس يعرف جيدا ما يريد وعنده أهداف محددة وتخطيطه دقيق ولكنه ضعيف الشخصية فهو يتأثر بسرعة بآراء الآخرين مما يسبب له تغيير خطته في تحقيق أهدافه لذلك تجده لا يستخدم قدراته ومهاراته ولا يتقدم كثيرا ولا يحقق إلا القليل من أهدافه, لذلك تجده عصبي المزاج دائم الشكوى ممن حوله, لغته سلبية وثقته في نفسه ضعيفة ولكنه لا يكف عن إعطاء الآخرين الفرصة في التدخل في حياته الشخصية ممن يسبب له الشعور المستمر بالضعف.

النوع الخامس:أشخاص يعرفون مايريدون ويذهبون وراء أهدافهم بقوة حتى يحققوها:
هذا النوع من الناس يعرف تماما ما يريد ويخطط لأهدافه ثم يذهب وراءها بكل قوته ولا يتركها حتى يحققها بإذن الله, وهذا النوع من الناس يعلم جيدا قانون الرجوع الذي يقول" ما تفكر فيه وتفعله يعود إليك من نفس نوعه" لذلك فهؤلاء الناس يحققون أهدافهم ويعيشون أحلامهم.

4/الروتين السلبي:
كل منا يعيش في روتين معين وفي محيط عائلي واجتماعي ومهني محدد وكل منا يشعر بعدم الراحة وعدم الأمان لو حدث تغيير في حياتنا لذلك يحرص كل إنسان على أن تكون عنده منطقة أمان تجعله يضمن بقاءه ولكن من الممكن أن تتحول هذه المنطقة إلى روتين سلبي ينعكس على الشخص نفسه ويجعله يخرج عن حيز الاتزان.

والروتين السلبي يعني أن الشخص يفعل نفس الشيء بنفس الطريقة في كل لحظة من حياته بدون أن يكون هناك أي تغيير على الإطلاق, فالشخص الذي يعيش في روتين سلبي يفقد الاهتمام بعمله وبكل شيء حوله ولا يجد أي طعم لأي تغيير ويصاب بالاكتئاب.
5/المؤثرات الداخلية:
من أكبر التحديات التي قد يواجها الإنسان في حياته هي تحدياته مع نفسه, أي أن التحديات لا تحدث من العالم الخارجي سواء كان ذلك من الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء, ولكن يحدث بسبب التحديات والمؤثرات الداخلية , ومن أخطر هذه المؤثرات هي التقبل الذاتي لأنه من أهم أسباب التعاسة التي قد يشعر بها الإنسان.

وعندما يصاب الشخص بعدم تقبل ذاته فإن ذلك يجعله أيضا لا يقدر نفسه ولا قدراته ولا يحترم نفسه بل وأكثر من ذلك فقد يكره نفسه.

6/المؤثرات الخارجية:
أن المؤثرات الخارجية التي تأتي من الأقارب والأصدقاء وأيضا وسائل الإعلام قد تؤثر فينا بقوة وتحرك أحاسيسنا وتسرق منا أحلامنا وتجعلها عرضة للضياع والتفكير السلبي.

7/العيش في الماضي:
"لو تسألنا هل الطائرة تطير بوقود الشهر الماضي؟" طبعا لا لأنه نفد وانتهى, تماما مثل ماضي الإنسان هو فقط تجارب وخبرات وعلم ومهارات لا أكثر ولا أقل ولكن معظم الناس تعيش في الماضي فلو كانت تجاربه سلبية فهو يشعر بالحزن في وقته الحالي مع أن ما حدث له كان في الماضي ولو كانت تجارب الماضي إيجابية ويقارن الشخص بين هذه التجارب وكيف أنه كان سعيدا ويقارن بين ذلك الوقت وبينه في الوقت الحاضر, فيسبب لنفسه الشعور بالإحباط بسبب هذه المقارنة"
والحقيقة أننا جميعا نفكر في الماضي من وقت لآخر وأن معظم مشاكل الناس تأتي من شيئين "الماضي والمستقبل" وعندما نفكر نجد أنهما ليس لهما وجود, فالماضي انتهى بكل ما فيه من خير ومن شر فلو تعلمت منه أصبحت ماهرا في التعامل مع الحياة وإن لم تتعلم منه ستجد نفسك سجينا في الأحاسيس السلبية التي ليس لها وجود إلا في الذاكرة , ولو قررت أن تعيش في المستقبل ستجد نفسك في سجن القلق.

8/التركيز السلبي:
التركيز السلبي يجعل الإنسان يوجه كل انتباهه إلى التحدي الذي يواجهه ويلغي كل الإيجابيات الموجودة في حياته ويكرر ما يركز عليه حتى يصبح اعتقادا يسبب للشخص مشاكل لا حصر لها.
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق